السبت 4 مايو / مايو 2024

تحولت إلى مزود مهم للدول الغربية.. الهند تكرر النفط الروسي وتبيعه

تحولت إلى مزود مهم للدول الغربية.. الهند تكرر النفط الروسي وتبيعه

Changed

نافذة ضمن "العربي" حول إستراتيجية الهند في استيراد النفط الخام الروسي وتكريره وإعادة بيعه (الصورة: غيتي)
تعد الهند ثالث دولة مستهلكة للغاز والنفط في العالم وتعزز روابطها مع روسيا، حيث باتت تشغل موقعًا إستراتيجيًا في شبكة إمدادات النفط عبر القارات.

استوردت الهند كمية قياسية من النفط الروسي في شهر مارس/ آذار الماضي، بلغت 1.62 مليون برميل يوميًا، وادخرت الهند 3.6 مليار دولار باستيرادها للنفط الخام الروسي الرخيص خلال الأشهر العشر الأولى التي تلت الحرب.

دولة مستهلكة للطاقة

وتعد الهند ثالث دولة مستهلكة للغاز والنفط في العالم وتعزز روابطها مع روسيا، حيث باتت تشغل موقعًا إستراتيجيًا في شبكة إمدادات النفط عبر القارات، من خلال استيرادها النفط الرخيص من روسيا لتكريره وإعادة تصديره للغرب.

وسبق أن أعلنت مجموعة "روسنفت" الروسية، عن اتفاق يهدف إلى تحقيق إمدادات هائلة إلى الهند، حيث تستورد هذه الأخيرة من روسيا الخام من الأورال بسعر أدنى من 60 دولارًا للبرميل وهو السقف الذي حدّدته دول مجموعة السبع لسعر النفط الروسي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وادخرت الهند وهي رابع مركز لتكرير النفط في العالم، 3 مليارات و600 مليون دولار لاستيراد النفط الخام الروسي المتدني خلال الأشهر العشرة التي تلت بدأ الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويخصص قسم كبير من النفط المكرر في الهند للسوق المحلية، لكن النفط الروسي المتدني الكلفة سمح للعملاق الآسيوي أن يصبح مزودًا مهمًا للدول الغربية وفي طليعتها الدول الأوروبية من البنزين والديزل.

كما زادت صادرات الهند من المنتجات النفطية إلى أوروبا بنسبة 20% في أبريل/ نيسان 2022، وحتى يناير/ كانون الثاني 2023.

لكن رغم ذلك، فإن مبالغ كبيرة تقتطع من أرباح الهند التي توردها للدول الأخرى، إلا أن ذلك يساهم في خفض معدلات التضخم في البلاد.

"غض طرف أميركي"

وفي هذا الإطار، قال عامر الشوبكي، الباحث في شؤون النفط والطاقة، إن روسيا هي أكبر مورد للنفط للهند، بعدما كانت تمثل 1% بينما راهنًا تبلغ 40% من إيرادات الهند النفطية، وهذا يدل على المركز التجاري المتقدم الذي حصل بين موسكو ونيودلهي.

وأضاف الشوبكي في حديث لـ "العربي" من عمّان، أن هناك تغير في خارطة النفط والطاقة العالمية بحيث أصبحت هناك دول مصدرة بدرجة أقل مثل الولايات المتحدة والسعودية والعراق والإمارات.

ومضى يقول: "إن هناك دول خليجية تراجعت مرتبتها في تصدير النفط للهند حيث انخفضت صادرات السعودية بنسبة 18%، وهذا ذهب لصالح روسيا".

واعتبر الشوبكي، أن "هناك مغامرة كبيرة للدول التي تحاول أن تحذو حذو الهند، وخاصة أن الأخيرة وفرت 3.5 مليار دولار لشراء النفط الروسي بأسعار مخفضة تصل إلى أقل من 50 دولارًا للبرميل، كما أن تركيا تشتري النفط الروسي وأخرى في إفريقيا وهو تخط للعقوبات، في محاولة للتخفيف من حدة التضخم في أسعار النفط العالمي".

وذهب للقول: "إن واشنطن تغض الطرف لأن علاقاتها قوية مع الهند، عدا أن هناك فوائد أخرى لشراء النفط الروسي وهو أن موسكو تبيع النفط بأسعار مخفضة مما يعود إليها بعائدات أقل، كما أن هناك رؤية لاستمرار الإمدادات النفطية في الأسواق الدولية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close