على عكس ما هو شائع، أظهرت بعض الدراسات أن الفاكهة المجمدة أو المعلبة، قد تكون بديلًا صحيًا وجيدًا وأرخص سعرًا من تلك الطازجة.
ووفق صحيفة "ديلي ميل"، فإن الفاكهة التي تُباع طازجة، قد تفقد بعض عناصرها الغذائية بمجرد قطفها، على أن تستمر مستويات الفيتامينات فيها بالانخفاض قبل أن يتم بيعها في متجر ومن ثم تناولها.
الفاكهة الطازجة
في هذا السياق، أشار خبير التغذية في جامعة ريدينغ البريطانية غونتر كونلي، إلى أن هناك 3 طرق تفقد بها الفاكهة الطازجة عناصرها الغذائية.
ولفت كونلي، في مقال نشر في مجلة "ذا كونفيرزيشن"، إلى أن تعرض الفاكهة للضوء والهواء يمكن أن يؤدي إلى أكسدتها، أي تحلل الفيتامينات والعناصر الغذائية فيها.
كما يمكن أن تتسبب الإنزيمات الطبيعية الموجودة في الفاكهة في انخفاض مستويات تلك العناصر بمرور الوقت، فضلاً عن التسبب في فقدان اللون والنكهة.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تجد بعض الحشرات طريقها من التربة إلى الفاكهة، ومع مرور الوقت، ستمتص الكثير من المغذّيات فيها.
الفاكهة المجمدة
في المقابل، يمكن لتجميد الفاكهة أن يحافظ على العناصر الغذائية فيها. فقبل البدء بهذه العملية، يتم سلق الفاكهة مما يعطّل الإنزيمات فيها. وبعد ذلك، توضع في درجات حرارة متدنية تصل إلى حوالي 20 تحت الصفر، ما يؤدي إلى تجميد المياه فيها وتوقيف أي عملية أكسدة.
ورغم أن السلق والتجميد قد يؤديان إلى فقدان العناصر الغذائية، لكن مقدار ذلك يعتمد على نوع الأطعمة.
وبحسب كونلي، تحتفظ الفاكهة بـ"عناصر غذائية أكثر أهمية" مما قد تحتويه إذا تم قطفها قبل ذروة النضج مباشرة وبيعها في المتاجر، علمًا أن العنب البري المجمد قد يحتوي على مغذيات مماثلة أو أعلى من الخيار الطازج.
وأوضح أن "مادة البوليفينول - وهي مركب طبيعي موجود في الفاكهة وتعمل كمضادات للأكسدة في الجسم - تُحفظ بشكل أفضل من خلال التجميد".
ماذا يحصل إذا تم تعليب الفاكهة؟
أمّا عملية تعليب الأطعمة، فعلى عكس التجميد، تؤدي لخفض محتواها من الفيتامينات، حيث تحتاج معظم الفاكهة إلى أن تُغلى في الماء قبل وضعها في علبة.
لكن هذه العملية لا تقضي على جميع العناصر الغذائية، حيث يتم الحفاظ على فيتامين "أ" مثلًا، الحيوي لصحة الجلد والعين والجهاز المناعي، بمستويات أعلى مقارنة بالتجميد.
ويكون مستوى الليكوبين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي تجعل الطماطم حمراء، أعلى في علبة الطماطم منه في الطماطم الطازجة، وفقًا للبروفيسور كونل.
كما يتم استنفاد الفيتامين "س" عندما يتم تعليب الفاكهة والخضروات، لأن هذا الفيتامين قابل للذوبان في الماء، مما يعني أنه يتحلل بسهولة في الماء.
ورغم أن قوام بعض الفاكهة والخضار قد يتغير عندما يتم تعليبها، لكن ذلك لا يؤثر على كمية الألياف فيها.
وكانت دراسة أميركية صادرة عن جامعة ميشيغان قد خلصت إلى أن الفاكهة والخضار المعلبة مغذية تمامًا مثل تلك الطازجة، مشيرة إلى أن بعض الأطعمة مثل الفاصولياء والفول التي تحتوي على ألياف، تصبح أكثر قابلية للذوبان عندما تعلّب، ما يجعلها أكثر فائدة لجسم الإنسان.
كما لفتت إلى ضرورة أن تكون الفاكهة أو الخضار محفوظة بعصيرها الخاص، وعدم شراء المأكولات المعلبة التي تحتوي على عصائر مصنعة، لأنها بذلك تفقد قيمتها الغذائية.
وشدّدت على أهمية التنبه لتناول المعلبات التي لا تحتوي على كميات كبيرة من الملح أو السكر.
في السياق نفسه، كانت المحاضرة في قسم التغذية البشرية بجامعة قطر ريما تيم قد لفتت في حديث سابق إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن التعليب يفقد بعضًا من قيمة الأطعمة الغذائية.
إلا أنها أكّدت أن هذه العملية لا تشمل المواد التي تحتوي على العناصر المعدنية التي لا تتأثر بعمليات التفريز والتعليب والتجفيف.