باتت مدينة رفح الحدودية أقصى جنوب قطاع غزة، والتي تكتظ بأكثر من مليون ونصف الميلون نازح، مهدّدة باجتياح إسرائيلي وشيك بعد التسريبات الإسرائيلية التي تكشف استعداد قوات الاحتلال لعملية برية وشيكة، وأنّها تُعدّ خطة من أجل إجلاء اللاجئين، في حال انهارت مفاوضات الهدنة مع المقاومة الفلسطينية.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بشراء 40 ألف خيمة من الصين لغزة، استعدادًا لإصدار الأمر بالعملية المستقبلية في رفح ومن أجل إجلاء المدنيين المقيمين هناك.
وأضافت أنّه سيتمّ نقل الخيام إلى قطاع غزة فور وصولها لإسرائيل، وتحديد مواقع واضحة في القطاع، ونصب الخيام التي سيُقيم فيها اللاجئون.
وفي السياق ذاته، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لمقطع فيديو يُظهر النائب الإسرائيلي في الكنيست ألموغ كوهين، عن حزب "القوة اليهودية" المتطرّف الذي يتزعّمه إيتمار بن غفير، وهو يحثّ حكومة الاحتلال على استهداف النازحين في رفح، واستغلال تعب وجوع النازحين الصائمين في شهر رمضان الكريم.
ويأتي تلويح الاحتلال الإسرائيلي باجتياح رفح، على الرغم من معارضة أميركية للعملية، إذ أنّ الولايات المتحدة اعتبرت مرارًا خلال الأسابيع الماضية أنه من الخطأ تنفيذ عملية عسكرية في رفح دون خطة لإجلاء المدنيين الفلسطينيين من هناك.
في المقابل، وفي ردها على التلويح الإسرائيلي بدخول رفح، كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لصحيفة "العربي الجديد"، أنّ المقاومة بدأت تستعدّ للخطوة الإسرائيلية الرامية إلى الاجتياح، وأنّ عملية رفح لن تكون نزهة كما يظن قادة الاحتلال.
والإثنين الماضي، تبنّى مجلس الأمن الدولي قرارًا يقضي بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان تحترمه جميع الأطراف، بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار. وأيّدت القرار 14 دولة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، لكنّ إسرائيل لم تمتثل له حتى الآن.
تفاعل على منصّات التواصل
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع دعوات النائب المتطرف ألموغ كوهين لاجتياح رفح في الوقت الذي يكون فيه الفلسطينيون صائمين.
وقالت يسر أحمد: "لم أر أي أحد آخر يتحدث بهذه الطريقة على الهواء؟ متعطشون للدماء؟ وللإبادة الجماعية.. علانية، وبحرية وبإجماع شعبي؟! أمر لا يصدق!!".
أما كيليان روس، فقد عبّر عن صدمته، وقال: "يدعو إلى القتل الجماعي للمدنيين الأبرياء دون الشعور بالخجل من القيام بذلك علنًا، والعالم يراقب بصمت!".
بينما تساءل مايكل كرون مخاطبًا النائب المتطرف كوهين: "الرهائن الذين أطلقت عليهم إسرائيل النار، وقصفتهم، وأغرقتهم، وهم الآن يتضورون جوعًا، هذا لا يشكل فارقًا بالنسبة إليكم؟".