منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، وجيش الاحتلال يصعد عملياته في الضفة الغربية، كان آخرها اقتحام عشرات الآليات العسكرية لمخيم نور شمس في عملية أشيع في وسائل إعلام إسرائيلية بأنها اغتيل فيها قائد كتيبة طولكرم محمد جابر الملقب بأبو شجاع، لكن كانت المفاجأة.
وفي التفاصيل فقد توغلت آليات الاحتلال في المخيم مساء يوم الخميس في عملية وصفت بأنها الأعنف والأوسع، وبعد عشر ساعات من الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية اغتيال أبو شجاع بعد استهداف الاحتلال له بشكل مباشر مع مجموعة من المقاومين الذين تحصنوا داخل أحد المنازل.
واستمرت الاشتباكات بين المقاومين وجنود الاحتلال أكثر من 55 ساعة، لجأ فيها المسلحون الفلسطينيون إلى تفجير عبوات محلية الصنع في القوات المقتحمة، وبعد ساعات من انسحاب الاحتلال من المخيم أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 14 فلسطينيًا.
هل استشهد أبو شجاع أم لا؟
رفضوا تسليم أنفسهم
وتضاربت الأنباء كثيرًا إلى أن تأكد الخبر اليقين. فأبو شجاع حي يرزق، بل يشارك في تشييع جثامين الشهداء الذين ارتقوا في العدوان على المخيم، وكان محاطًا بالجماهير وسط إطلاق أعيرة نارية في الهواء في رسالة تحد للاحتلال.
ولمع اسم أبو شجاع صاحب الستة والعشرين ربيعًا، كأحد أبرز المؤسسين لكتيبة طولكرم المنتمية لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة من مخيم نور شمس، الذي تزعم الكتيبة في بدايتها، ليتولى أبو شجاع قيادتها وتطويرها.
ومع تواصل الاقتحامات والتوغلات الكثيرة لمخيم نور شمس، رفض أبو شجاع والمقاومون تسليم أنفسهم أكثر من مرة، فظل مطاردًا لمدة عامين، ووصفه الإعلام العبري بأنه من كبار المطلوبين لإسرائيل.
جدير بالذكر أن أبو شجاع تعرض للاعتقال في سجون الاحتلال منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، وبعدها اعتقل مرتين قضى بموجبهما نحو خمس سنوات في سجون الاحتلال، إلى جانب اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية.
نضال من جيل إلى جيل
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع ظهور أبو شجاع وفشل قوات الاحتلال في اغتياله.
وقالت مايا رحال: "نجاة قائد كتيبة طولكرم أبو شجاع يؤكد أن أهداف جيش الاحتلال القذر في مخيم نور شمس قد فشلت فشلًا ذريعًا. المشكلة أن الاحتلال يعتقد أنه بتدمير البنية التحتية لمخيم نور شمس فقد حقق أهدافه".
وترى أنه "مخطئ في ذلك لأن العمل والفعل الفدائي بالضفة وغزة ينتقل من جيل إلى جيل آخر"، حسب وصفها.
أما ليان عزمي، فقالت: "يخرج أبو شجاع كما خرج أبو فتحي من قبل، وسيظل الرجال يخرجون، أحياء على الأكتاف وفي رصاص البنادق، لأن إسرائيل لم ولن تستطيع اقتلاع شبابنا من الأرض مهما جمعت من عدة، وأسلحة ودبابات وطائرات".
بدوره، كتب أحمد أن "الاقتحامات وتصفية المجاهدين الشباب الأبطال سقطت بعد طوفان الأقصى، وأبو شجاع خير شاهد على علو كعب المقاومة والجهاد. رغم حصارهم لم يعطوا الدنية ولم يستسلموا للعدو"، حسب تغريدته.