الجمعة 17 مايو / مايو 2024

"لن نتخلى عن غزة".. اشتية لـ"العربي": حماس جزء من المشهد السياسي

"لن نتخلى عن غزة".. اشتية لـ"العربي": حماس جزء من المشهد السياسي

Changed

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن السلطة لم تغادر قطاع غزة حتى تعود إليه
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن السلطة لم تغادر قطاع غزة حتى تعود إليه
أكد اشتية أن حركة حماس مركب رئيسي في المشهد السياسي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن حماس وفتح أيضًا هما عمودان أساسيان في الحركة الوطنية الفلسطينية.

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الأحد، إن إسرائيل تريد أن يستمر الانقسام والتمزيق في الجغرافيا الفلسطينية، وأن تكون غزة خارج المشهد الوطني، مضيفًا أن حركة حماس جزء من المشهد السياسي.

وأضاف أن "وجود جهد عربي مشترك يعتبر بحد ذاته مهمًا بالنسبة لنا، وأن الرسالة العربية التي استندت على قرارات الجامعة العربية كانت واضحة ومسموعة في جميع العواصم التي زارتها".

وتشكلت المجموعة بقرار من القمة العربية الإسلامية، بالعاصمة السعودية الرياض، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لبحث سبل وقف العدوان في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى تدمير واسع في المباني السكنية والبنى التحتية.

وفي لقاء خاص مع "العربي"، على هامش أعمال النسخة الـ21 من "منتدى الدوحة" التي انطلقت اليوم وتستمر يومين بحضور رؤساء دول ومنظمات إقليمية ودولية، قال اشتية: "كانت هناك نجاحات للمجموعة العربية، ولكن للأسف الشديد لم نستطع أن نقنع الولايات المتحدة بأن تتراجع عن موقفها الداعم لإسرائيل أو حتى أن تصوت من أجل وقف العدوان على قطاع غزة".

والجمعة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو"، ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وأضاف أن هناك فراغًا سياسيًا وأن العالم يريد أن يستمع إلى ما هو المشهد في اليوم الذي يلي، مضيفًا: "نحن قلنا للعالم أن الذي نريده هو اليوم وليس اليوم الذي يلي، بمعنى أنه يجب أولًا أن يتم وقف العدوان، وليس الحديث عن هدنة إنسانية".

وأوضح اشتية أن المجموعة العربية وضعت الأمور في سياقها أنه ألا يمكن العودة إلى مسار تفاوضي على طريق الثلاثين سنة التي مضت، لأن هذا المسار لم يعد يؤدي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين، وبناء عليه لا بد أن يتم اعتراف دولي بدولة فلسطين.

حماس جزء من المشهد السياسي الفلسطيني

وحول ملف حماس ومستوى التواصل بينها وبين السلطة الفلسطينية، أكد اشتية أن الحركة مركب رئيسي في المشهد السياسي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن حماس وفتح أيضًا هما عمودان أساسيان في الحركة الوطنية.

وذكر أن السلطة الفلسطينية دافعت عن حماس في الأمم المتحدة عندما أرادت أن توصف الحركة الفلسطينية على أنها "إرهابية"، وقد "تصدينا لهذا القرار وأفشلناه".

وأشار في حديثه مع "العربي"، إلى تصريح لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري الذي تحدث فيه بما وصفه بـ"الكلام المسؤول"، قال خلاله إن الحركة تثق بكل ما يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من حراك سياسي ودبلوماسي، مضيفًا أن مسؤوليتنا الجماعية أن نوقف هذا العدوان عن أهلنا، وأن نرسل رسالة بأن وحدتنا الوطنية هي أساس أي تحرك سياسي مستقبلي وقادم.

عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة

وفيما ترفض إسرائيل أي حضور للسلطة في غزة، بينما تطلب الولايات المتحدة إصلاحات منها، أكد المسؤول الفلسطيني أن الاحتلال يريد للانقسام أن يستمر ويريد للجغرافيا الفلسطينية أن تبقى ممزقة، وأن تكون غزة خارج المشهد، ويريد تفتيت مدينة الخليل، ومحاصرة مدينة القدس، وتقسيم بقية الأراضي الفلسطينية، مبينًا أن إسرائيل تريد أن تقتل إمكانية إقامة دولة فلسطين.

اشتية الذي أكد أن السلطة الفلسطينية لم تغادر غزة حتى تعود إليها، أوضح أنها هي التي تقدم كامل الخدمات لأهل القطاع، وهي المسؤولة عن تقديم الماء والكهرباء والتعليم والصحة، وهي التي تدفع رواتب لـ81 ألف إنسان بين متقاعدين وموظفين.

أعمال النسخة الـ21 من منتدى الدوحة في دولة قطر
أعمال النسخة الـ21 من منتدى الدوحة في دولة قطر - غيتي

وبين رئيس الوزراء الفلسطيني أن إسرائيل لا تريد للشعب الفلسطيني أن يتوحد ولا تريد للجغرافيا الفلسطينية أن تكون واحدة، وأنها تريد أن تبقي الحل على أنه أمني وليس سياسيًا.

ورأى أن عودة الرئيس الفلسطيني تحت مظلة الشعب الفلسطيني موحدًا تحت راية وعنوان وطني شرعي واحد، يعني أن العالم سيتعامل مع هذا العنوان، وأن هذا العنوان هو رمز الدولة، وأن هذه الدولة يجب أن يتم الاعتراف بها وتجسيدها على أرض الواقع، وبالتالي تصبح الكرة في الملعب الإسرائيلي.

وبشأن أموال المقاصة فيما يخص المعتقلين ونصيب غزة من ذلك، شدد اشتية على أن السلطة الفلسطينية ملتزمة تجاه أهل غزة الأسرى والشهداء، مؤكدًا بالرغم من اتهام إسرائيل للسلطة على أنها تدعم الإرهاب إلا أن لديها التزاما أخلاقيا ووطنيا تجاه أي إنسان فلسطيني قتل ظلمًا.

وأكد أن قطع أموال المقاصة من قبل إسرائيل ليس ملفًا ماليًا بل هو سياسي من الدرجة الأولى، لأن إسرائيل تريد أن تبقي قطاع غزة خارج المنظومة الجغرافية والإدارية والسياسية الفلسطينية.

وتابع أن هناك وساطات من بعض الدول من أجل تحويل هذه الأموال إلى دولة طرف ثالث تنفق على غزة، مؤكدًا أن السلطة رفضت هذه الوساطة لأنها لا تقبل وصاية على قطاع غزة ولذلك تريد أموالها كاملة.

وحول مخرجات القمة العربية الإسلامية بشأن سرعة إنهاء الحصار، اعتبر اشتية أن المسؤول عن تأخير تنفيذ هذه المخرجات هو الذي اتخذ القرار في إنهاء الحصار، موضحًا أن السلطة تريد تنفيذه، وإذا كل طرف ينفذ هذا القرار من جانبه يصبح القرار قيد التنفيذ، لذلك فهي مسؤولية جماعية.

الوضع في الضفة الغربية

وفيما أشار إلى أن هناك مجزرة ترتكب أيضًا في الضفة الغربية بذات المجزرة التي ترتكب في قطاع غزة، لفت اشتية إلى أن السلطة الفلسطينية تقوم بتعزيز صمود الفلسطينيين في الضفة.

وتابع أن إسرائيل اليوم هي دولة فوق القانون، مشيرًا إلى أنه طالب في مؤتمر الدوحة بوضع إسرائيل تحت العقوبات الاقتصادية وتقديم كامل الإسرائيليين المجرمين إلى المحاكم الدولية.

كما أكد أن السلطة الفلسطينية على تواصل عربي ودولي مع جميع المؤسسات من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هناك مواجهة يومية في داخل الضفة الغربية.

وحول القيود التي فرضتها واشنطن على وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال زيارته الأخيرة مع المجموعة العربية، أوضح أن الفيزا التي منحت للمالكي هي للقاء نظيره الأميركي أنتوني بلينكن وليس للحديث مع الصحافة، وذلك وفقًا لقانون سنّه الكونغرس بعد أن ربحت السلطة الفلسطينية جميع القضايا التي رفعت ضدها في الولايات المتحدة بتهمة تمويل الإرهاب.

حلّ الدولتين

وبين اشتية أن هناك إجماعًا فلسطينيًا بشأن حل الدولتين، مشيرًا إلى حديث لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي قال قبل أيام إن حماس تبنت موضوع حل الدولتين، كما أن هناك إجماعًا عربيًا ودوليًا بشأن هذا الحل، حتى الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه مع حل الدولتين على حدود 1967 عندما زار مدينة بيت لحم جنوب الضفة.

لكنه أشار إلى أنه لا يوجد اليوم شريك في إسرائيل، لأن حكومة الاحتلال تريد أن تقتل حل الدولتين وأن تنهي السلطة، مشيرًا إلى أن هناك شركاء في العالم، كأوروبا والولايات المتحدة التي تنادي بحل الدولتين.

وشدد اشتية على أن العالم الذي يؤمن بحل الدولتين يجب أن يعترف به، موضحًا أن معظم دول العالم تعترف بدولة إسرائيل ولم تعترف بدولة فلسطين، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close