ضمن سياق نظريات المؤامرة المنتشرة حول العالم، تناقلت بعض المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي خبرًا نصح فيه أحد العلماء بأكل لحم البشر لمكافحة تغير المناخ.
وضمن الخبر المُفبرك، نُسب للبروفيسور السويدي في كلية ستوكهولم للاقتصاد ماغنوس سودرولاند قوله إن سكان الكرة الأرضية يجب أن يصبحوا من آكلي لحوم البشر، لأنه أكثر استدامة من صناعة اللحوم الأخرى.
كما زعم الخبر المذكور أن سلسلة مطاعم ماكدونالدز بدأت منذ سنوات بتقديم هذا النوع من اللحوم كوجبات للنخبة والمشاهير.
لكن البحث عن مصدر الخبر، يُظهر أن القصة زائفة، إذ لم يصرّح أي عالم سويدي بأن أكل لحم البشر له تأثيرات إيجابية على المناخ والكوكب.
ما حقيقة الموضوع؟
والخبر المزعوم، مستنبط من مقابلة أجريت مع عالم السلوكيات والباحث في إستراتيجية التسويق في كلية ستوكهولم للاقتصاد ماغنوس سودرولاند، حيث سأله المحاور إن كان أكل اللحم البشري ممكنًا بعد أن بدأ الناس يأكلون الحشرات، وإن كان ذلك مهمًا في مكافحة نقص الغذاء عالميًا.
وبعد حديثه عن أكل الحشرات ودور ذلك في خفض انبعاثات الكربون، استبعد ماغنوس في إجابته أن يكون أكل لحوم البشر جذابًا لدى الناس، مشيرًا إلى أن حوالي 2.5 مليار شخص يأكلون الحشرات في العالم بانتظام.
هل فضح عالم سويدي خطة دولية للسماح بأكل لحوم البشر؟#بوليغراف pic.twitter.com/ugDZnO0K3Y
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 22, 2022
ولفت ماغنوس حينها إلى أن الإحصائيات الاستقصائية أظهرت أن قلة من الناس يجدون أكل الحشرات جذابًا، مضيفًا: "بناء على ذلك، سيكون أكل لحم البشر مقرفًا أكثر لدى الناس".
وبالتالي، لم يقترح العالم السويدي أكل البشر لتحدي أزمات المناخ، بل أوضح أن الغرض من بحثه هو تحفيز التفكير في إيجاد بديل للطعام يكون مناسبًا لرغبات الإنسان في حال شحّ الغذاء.
انتشار الخبر
وبدأ الخبر المُفبرك بالانتقال بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن اعتمدته بعض وسائل الإعلام الشهيرة، ما دفع المنصات المتخصصة بفضح الأخبار الكاذبة إلى التحقق من الموضوع.
كما دفعت هذه الأخبار صاحب التصريحات نفسه، ماغنوس سودرولاند، إلى التأكيد على أن الغرض من مقابلته كان قياس رد فعل الجمهور، والتشديد على أن قضايا المناخ يجب أن تؤخذ على محمل الجد.