حذّرت دراسة حديثة من أن شكل الجسم قد يعرض الفرد لخطر الإصابة بأحد أسرع أنواع السرطان نموًا لدى الشباب، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويعد سرطان القولون السبب الرئيس الثاني للوفيات بالسرطان في الولايات المتحدة، في ظل توقع ما يقرب من 150 ألف حالة جديدة خلال عام 2024، و50 ألف حالة وفاة. وارتفعت المعدلات بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا في السنوات الأخيرة.
تأثير الطول وتوزيع الدهون
وقد وجدت دراسة حديثة أن أنواع أجسام الأشخاص ومكان تخزين الدهون تلعب أيضًا دورًا. ونُشرت الدراسة الأسبوع الماضي في مجلة "سينس أدفانسس".
وقام فريق بحث من ستة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بتحليل السجلات الصحية لما يقرب من 330 ألف بالغ في قاعدة بيانات "بيو بانك" في بريطانيا للنظر في العلاقة بين الطول وتوزيع الدهون في الجسم وسرطان القولون.
وارتبطت "السمنة بشكل عام" بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 10% مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الصحي.
لكن الباحثين وجدوا أن أصحاب الأجسام الطويلة، الذين لا يُصنفون على أنهم بدينون، ولكن لديهم بطن منتفخ كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بنسبة 12% مقارنة بالشخص العادي. وكانت النساء أكثر عرضة للخطر من الرجال بنسبة 18%.
أسباب السمنة
ويساهم تناول الوجبات السريعة وشرب الكحول واعتماد نمط الحياة الخاملة في تكوين شكل جسم يشبه التفاحة. ومن غير الواضح ما إذا كان هذا النوع من الجسم على وجه التحديد قد أصبح أكثر شيوعًا.
وتشير بيانات مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة إلى أن 40% من الأميركيين يعانون من السمنة المفرطة، وحوالي 69% يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
ووفقًا لجامعة "هارفارد"، تضاعفت معدلات السمنة في الولايات المتحدة منذ عام 1980، وهو ما قد يكون أحد التفسيرات لارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب.
تراكم الدهون مؤشر لخطر الإصابة بالسرطان
وفي الوقت نفسه، فإن طوال القامة الذين تتوزع الدهون على مساحة جسدهم بشكل متساوٍ هم أكثر عرضة للخطر بنسبة 3%، أو البدناء قصار القامة كانوا عرضة للخطر بنسبة 5%.
وقال الباحثون: إن النتائج تظهر أن الأشخاص الذين لديهم أنواع أجسام تخزن الدهون في منطقة واحدة مركزة حول الأمعاء كانوا الأكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون.
وأضاف هؤلاء أن مكان تراكم الدهون في الجسم يمكن أن يكون مؤشرًا أفضل لخطر الإصابة بالسرطان من مؤشر كتلة الجسم وحده.
وتبين أن تراكم الدهون في الجسم، والمعروفة أيضًا باسم الأنسجة الدهنية، تسبب مشاكل في تنظيم عملية التمثيل الغذائي والالتهابات وسكر الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمونات الأديبوكينات.
لكن أبحاث أخرى افترضت أيضًا أن خطر الإصابة بالسرطان يرتفع لدى الأشخاص طوال القامة بسبب كبر حجم القولون وبالتالي توفر مساحة أكبر لتكوين الخلايا السرطانية.