الإثنين 6 مايو / مايو 2024

زخم خاص في رمضان.. تكية "خاصكي سلطان" ملجأ للمحتاجين بالقدس

زخم خاص في رمضان.. تكية "خاصكي سلطان" ملجأ للمحتاجين بالقدس

Changed

تعتبر التكية أهم مرفد اقتصادي للفقراء في القدس، وخاصة من يعيشون بجوار المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة
تعتبر التكية أهم مرفد اقتصادي للفقراء في القدس، وخاصة من يعيشون بجوار المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة- الأناضول
لا يتوقّف العمل في تكية "خاصكي سلطان" طيلة أيام السنة، لكنّها تكتسب زخمًا خاصًا في شهر رمضان، فيزداد عدد مرتاديها أضعافًا مضاعفة.

داخل مبنى قديم في أزقة البلدة القديمة بمدينة القدس الشرقية، يعمل موظفون من دائرة الأوقاف الإسلامية على إعداد وجبات ساخنة تحتوي على الأرز واللحوم والخضروات.

ولا يتوقّف العمل في تكية "خاصكي سلطان" طيلة أيام السنة، لكن المكان يكتسب زخمًا خاصًا في شهر رمضان، فيزداد عدد مرتاديه أضعافًا مضاعفة.

وبالنسبة لمئات الفقراء في البلدة القديمة ومحيطها، تُعدّ التكيّة التي أسّستها السلطانة روكسيلانة زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني قبل نحو 500 عام تقريبًا، ملجأهم في أيام الشدة منذ عقود.

وتقع التكية في مبنى مملوكي وتبعد عن المسجد الأقصى المبارك حوالي 200 متر، وكانت وما زالت تُقدّم الوجبات الساخنة لروّاد المسجد الأقصى والعائلات الفقيرة في القدس وضواحيها.

تكية رمضان

ويضمّ بناء التكية مطبخًا وفرنًا وقاعة كبيرة لتناول الطعام وغرفًا لتخزين المواد التموينية، وخانًا قديمًا كان اصطبلًا للخيول وأُلحق به فيما بعد مسجد، أمرت ببنائه زوجة السلطان.

وتعتبر التكية أهم مرفد اقتصادي للفقراء في القدس، وخاصة من يعيشون بجوار المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة.

تراجع اقتصادي جراء حرب غزة

وتُقدّر أعداد الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية بنحو 370 ألفا، تعيش نسبة كبيرة جدًا منهم تحت خط الفقر، بسبب ارتفاع مستوى المعيشة.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تُشير تقديرات عديدة إلى انخفاض كبير بالقوة الشرائية في المدينة، حيث فقد العديد من العمال أماكن عملهم من جهة، وسط ارتفاع مستمر في أسعار المواد الاستهلاكية من جهة أخرى.

وجعلت ظروف الحرب والضائقة الاقتصادية التي تزداد حدة في القدس، الحاجة إلى التكية أكثر إلحاحًا وخصوصًا في شهر رمضان.

وتعتمد مدينة القدس الشرقية بشكل أساسي على الحركة السياحية الأجنبية والإسلامية ووفود المصلين إلى المسجد الأقصى.

لكن الحرب على غزة، أوقفت بشكل كامل الحركة السياحية إلى القدس، فيما تحول القيود الإسرائيلية دون وصول المصلين من الضفة الغربية إلى المدينة، ما أدى إلى كساد كبير بالحركة الاقتصادية، وضعف القوة الشرائية وبالتالي ازدياد عدد العائلات الفقيرة.

ونتيجة لذلك، قام المسؤولون عن التكية بزيادة كميات الطعام لتوفير وجبات ساخنة يوميًا لأكبر عدد ممكن من الفقراء، حيث ترعى التكية في رمضان أكثر من 500 فرد يوميًا.

وفي الأيام العادية، يزيد عدد المستفيدين يوميًا عن 100 شخص، ويتمّ توزيع الوجبات في ساعات ما بعد الظهر.

ويصل الفقراء والمحتاجون إلى التكية، ومعهم أطباق وأوان لأخذ الوجبات الساخنة فيها، والتي تشمل اللحوم أو الدجاج إضافة الى الأرز.

أوقاف وتبرّعات للتمويل

وعند تأسيسها عام 1552، أوقفت السلطانة العثمانية ريع أملاك أكثر من 90 مدينة وقرية لصالح تكية "خاصكي سلطان".

لكنّها اليوم، تعتمد في تمويلها لتوفير الطعام على بعض المُحسنين ودائرة الأوقاف الإسلامية ووزارة الأوقاف في الأردن.

ورغم 472 عامًا على إنشائها، لم تتوقّف تكية "خاصكي سلطان" عن تقديم الطعام الساخن للفقراء.

المصادر:
الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close