الخميس 9 مايو / مايو 2024

ترتيب البيت الفلسطيني.. ما آليات التوافق الممكنة لنسف خطط إسرائيل؟

ترتيب البيت الفلسطيني.. ما آليات التوافق الممكنة لنسف خطط إسرائيل؟

Changed

تتواصل الجهود الهادفة لترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية في ظل العدوان على غزة- الأناضول
تتواصل الجهود الهادفة لترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية في ظل العدوان على غزة- الأناضول
يقوم مفهوم الفصائل الفلسطينية لترتيب البيت الداخلي على إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس مع حق العودة وتقرير المصير.

خلال كلمة مُطولة وجهها الأحد، طرق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أبواب البيت الفلسطيني الداخلي. وقال: "إن حماس تتابع ترتيبات الوضع الداخلي، وهي معنية أكثر من أي وقت مضى بوحدة الشعب الفلسطيني على أساس الشراكة والديمقراطية والانتخابات". 

وتتمثل الأسس التي تحدث عنها هنية في قبول دخول منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني فلسطيني، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وصولًا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.

ويقوم مفهوم حركة حماس ومعها كافة الفصائل الفلسطينية لإعادة ترتيب البيت الداخلي عامة على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع حق العودة وتقرير المصير.

ويتأتى كل هذا بالطبع عقب إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من القطاع فضلًا عن عودة النازحين ورفع الحصار.

وينسف المفهوم الفلسطيني "للبيت الداخلي"، وبشكل كلي، ما تروج له الحكومة الإسرائيلية ومعها بعض الأطراف بشأن ما بات يُعرف باليوم التالي للحرب على غزة، وما يتضمنه من أجندات إسرائيلية. 

جهود تحقيق الوحدة الفلسطينية

ووسط هذه الأجواء، تتواصل الجهود الهادفة لتحقيق الوحدة الفلسطينية للمضي قدمًا نحو المشروع الوطني الجامع بالتحرر والاستقلال. 

وفي سياق ذلك، يأتي اجتماع فصائل فلسطينية في موسكو قبل أيام، كما يأتي تأكيد تجمع القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية أن إدارة شؤون الشعب الفلسطيني شأن داخلي وحق فلسطيني خالص، بعد تقارير عن تحركات إسرائيلية للتواصل مع جهات محلية لإدارة القطاع وتولي ملف توزيع المساعدات.

ويأتي كل ذلك بعد استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه الذي قال: "إن أحد أسباب استقالة حكومته هو أن المرحلة المقبلة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ في الاعتبار الواقع المستجد في قطاع غزة ومحادثات الوحدة الوطنية". 

رؤية مشتركة

وفي هذا الإطار، يشير القيادي في حركة فتح محمد الحوراني إلى أن ما تقدمت به حماس يمثل رؤية قطاعات عريضة من حركة فتح.

واعتبر في حديث إلى "العربي" من رام الله أن ما ورد في كلمة هنية هو خطوة إضافية للاقتراب من الواقع الذي يتطلب على ضوء أحداث غزة إيجاد خارطة طريق تبدأ بتشكيل حكومة وفاق وطني مقبولة دوليًا تنفذ مجموعة مهام يتفق عليها الفلسطينيون.

ويلخص الحوراني هذه المهام بدءًا من تشكيل هذه الحكومة ومساعدة الغزيين والإعمار في القطاع والتحضير لانتخابات عامة بعد عام ينتج عنها انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس تشريعي جديد ثم بناء مجلس وطني جديد وفق ما تتوافق عليه الأطراف الفلسطينية. 

كما يوضح حوراني أن ذلك يأتي في إطار قرارات الشرعية الدولية. ويقول: "هذا هو الإطار الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين أن يعملوا به شأنهم في ذلك شأن الدول العربية والمؤسسات الدولية". 

ويعتبر القيادي في حركة فتح "أنه يمكن الآن عقد تفاهم مع حماس"، لافتًا إلى وجود تفاوت في الرأي بين الحركة وفتح بشأن مرجعية الحكومة، حيث ترى حماس أن الفصائل الفلسطينية ستكون مرجعية الحكومة التي سيتم تشكيلها. لكن الحوراني يعتبر أن "مرجعية الحكومة ستكون منظمة التحرير لأن هذا الشيء قانوني" حسب قوله.  

كما يشير الحوراني إلى أن مسؤولية القيادة الفلسطينية في منظمة التحرير ومسؤولية القيادة في حماس وفي كل الفصائل هي إنجاز خارطة طريق تؤدي إلى تفاهم. 

الشراكة والديمقراطية

من جهته، يوضح القيادي في حركة "حماس" طاهر النونو أن حركة حماس تتحدث في إطار قناعاتها بأن الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني هي ضرورة في كل المراحل، معتبرًا أنه في ظل الحالة الاستثنائية التي تفرضها الحرب على غزة يجب تحقيق وحدة الصف الفلسطيني.   

وفي حديث إلى "العربي" من الدوحة، قال النونو: "نحن على قناعة بأن هناك مبدأين أساسيين لأي مشروع وحدوي وطني فلسطيني وهما الشراكة والديمقراطية". 

وإذ أشار القيادي في حماس إلى أن المواقف الآن قريبة، أكّد أن هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى حل وترتيب للوصول إلى تطبيق أمين لقاعدتي الشراكة والديمقراطية وحمل المشروع الوطني الفلسطيني والمضي به إلى الأمام" . 

الاحتلال استفاد من الانقسام الفلسطيني

الكاتب والباحث السياسي سامر عنيتاوي يرى من جانبه أن الشعب الفلسطيني بأكمله عانى من افتقاد الوحدة الفلسطينية طيلة السنوات السابقة منذ عام 2006 ولغاية اليوم. 

ويؤكد أن الانقسامات والتجاذبات بين حماس وفتح انعكست على كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

ويقول عنيتاوي في حديثه لـ"العربي" من نابلس: "الشعب الفلسطيني دفع ثمن انقسام لم يصنعه". 

كما يعتبر أن الاحتلال استغل هذا الانقسام للتغول على الشعب الفلسطيني والاستفراد في الضفة وعزل قطاع غزة عن الضفة، وبالتالي تقطيع أوصال القضية الفلسطينية بالكامل. 

وإذ يلفت إلى أن الوحدة الفلسطينية لم تتحقق رغم الجهود التي بذلت والاجتماعات التي جابت عواصم العالم، يعتبر الكاتب والباحث السياسي أننا الآن أمام مرحلة مختلفة فلسطينيًا.

ويقول: "في المرحلة الحالية هناك عدوان على الشعب الفلسطيني بأكمله وإن كان جوهره بالدماء والقتل في قطاع غزة فهي حرب غير معلنة على الضفة والمخيمات بهدف القضاء على الشعب الفلسطيني". 

وشدد عنيتاوي على أهمية وضع برنامج وطني موحد للشعب الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس كفاحية ووطنية وديمقراطية وبناء الجبهة الداخلية والبيت الفلسطيني الداخلي"، مؤكدًا على ضرورة توحيد القوى الفلسطينية المقاومة بكافة الوسائل عبر بناء قواعد الوحدة الوطنية.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close