قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إنّ إسرائيل تقوم بما طلبته الولايات المتحدة على صعيد إيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بعد تحذير وجهه إلى حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول تسهيل دخول المواد الإغاثية للقطاع المحاصر والذي يتعرض لعدوان إسرائيلي.
وسئل بايدن خلال مغادرته البيت الأبيض الجمعة، عما إذا كان هدّد خلال اتصاله بنتنياهو بوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، فأجاب: "لقد طلبت منهم القيام بما يقومون به" حاليًا.
دخول مؤقت للمساعدات
وسخر الرئيس الأميركي من سؤال إن كان يتخلى عن دعم إسرائيل، حيث ردّ على الصحافي الذي وجهه قائلًا: "من أين أنت يا رجل"، قبل أن يتساءل: "هل هذا سؤال جدي؟".
وأعلنت إسرائيل أمس الجمعة أنها ستسمح "مؤقتًا" بإدخال مساعدات إنسانية إلى شمال غزة المهدد بالمجاعة، وذلك بعد ساعات على تحذير حليفتها الولايات المتحدة من تغيير حاد في سياساتها الداعمة للحرب في القطاع.
وخلال محادثة هاتفية الخميس الماضي، سادها التوتر واستمرت 30 دقيقة، قال بايدن لنتنياهو: إن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ستكون رهن حماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة، في أول تلميح لتغيير محتمل في سياسة واشنطن منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، والذي خلّف أكثر من 33 ألف شهيد فلسطيني.
"تحسين الوضع الإنساني"
وتقيد إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة، ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، بينهم حوالي مليوني نازح جراء الحرب، وتحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.
وشدّد بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو، على أن "الوقف الفوري لإطلاق النار (في غزة) ضروري لتحقيق الاستقرار وتحسين الوضع الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء".
وأعلنت إسرائيل أيضًا أنها طردت ضابطين بعد اكتشاف سلسلة "أخطاء جسيمة" أدت إلى غارات اسفرت عن مقتل عمال الإغاثة من "المطبخ المركزي العالمي" الإثنين الماضي.
لكن البيت الأبيض أكد أن على إسرائيل أن تفعل المزيد للوفاء بالوعود التي قطعتها لبايدن.
وواصل بايدن وقوفه إلى جانب إسرائيل على الرغم من القلق بشأن ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين والوضع الإنساني المتردي في غزة.
ولكن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، يواجه بايدن معارضة متزايدة لسياسته في غزة من الناخبين المسلمين والشباب، حيث يحضه حلفاؤه على تغيير المسار.
السماح بمرور شاحنات المساعدات الأردنية
وكان مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) في الحكومة الإسرائيلية قد وافق على السماح لشاحنات المساعدات الأردنية، بالمرور عبر معبر كرم أبو سالم وميناء أسدود، ومن ثم مباشرة إلى قطاع غزة.
وقالت قناة (كان) التابعة لهيئة البث الرسمية، أمس الجمعة، إنّ المجلس المصغر، وافق خلال اجتماعه الخميس، على خطوة مهمة، تشمل السماح لشاحنات المساعدات التي يدخلها الجيش الأردني إلى قطاع غزة، بالمرور عبر إسرائيل.
وذكرت هيئة البث الرسمية أنّ المجلس الوزاري المصغر، وافق الخميس، على زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، بناء على طلب الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأشارت إلى أنّ إسرائيل ستسمح أيضًا بمرور البضائع عبر ميناء أسدود إلى قطاع غزة.
