هناك مقولة شائعة مفادها أنّ الماء ليس له عدو. فكل الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات لا يُمكن أن يستمرّ من دونه باعتباره مصدرًا الحياة.
ومع ذلك، تحوّل الانسان من دون أن يدري إلى عدو للمياه. فالنهج الذي يتّبعه البشر في استهلاك الماء، هو أنّها ستكون متاحة دائمًا وستستمر في التدفّق من مصادرها. لكنّ الخبراء يؤكدون أن الأمر ليس صحيحًا.
ورصد موقع "ليست فيرس" (listverse) عشرة إحصائيات صادمة تتعلّق بهدر المياه والتي لا يُمكننا غضّ النظر عنها.
1- مزرعة واحدة تستهلك مياهًا أكثر من كل لاس فيغاس
خلال تحقيق أجري عام 2022، تبيّن أن عائلة أباتي الأميركية تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية تستهلك كمية من المياه أكبر من استهلاك مدينة لاس فيغاس بأكملها.
واستهلكت الأراضي الزراعية للعائلة 260 ألف فدان من المياه، في حين استخدمت منطقة لاس فيغاس الحضرية بأكملها حوالي 200 ألف فدان من المياه عام 2022. ويعادل الفدان الواحد حوالي 326 ألف غالون (1.23 مليون لتر).
2- إنتاج حبة لوز واحدة تستهلك غالونًا من المياه
يتطلّب نمو حبة اللوز الواحدة ما يزيد قليلًا عن غالون واحد من الماء (3.78 لترًا). وذكرت مجلة " Science Direct" في عام 2017، أنّ حبة لوز واحدة تستهلك ما يصل إلى 3 غالونات (11.4 لترًا) لتنمو.
ويستهلك مزارعو اللوز حوالي 10% من إجمالي استخدام المياه في كاليفورنيا خلال عام واحد.
فتخيل كمية المياه المستخدمة لزراعة 1.2 مليون طن (1.1 مليون طن متري) من اللوز في موسم النمو 2022- 2023.
3- رطل واحد من لحم البقر يتطلّب 1799 غالونًا من الماء
إنّ متوسط البصمة المائية العالمية للحوم البقر مرتفع جدًا، إذ يتمّ استخدام معظم المياه (98%) لريّ العشب والأعلاف التي تستهلكها الماشية طوال حياتها.
واعتمادًا على نظام البقر الغذائي، يمكن أن تكون المياه التي تستهلكها مياه أمطار أو جوفية أو سطحية.
في معظم حياتها، تعتمد الماشية في الغالب على مياه الأمطار ومياه الموارد المُتجدّدة. ويتكون النظام الغذائي خلال 4 أو 6 أشهر من العلف مثل الذرة وفول الصويا والحبوب الأخرى. وتبتلع هذه المحاصيل نسبة كبيرة من البصمة المائية لأنها تستخدم المزيد من المياه الجوفية للري.
في الولايات المتحدة، يتطلّب رطل واحد من شرائح اللحم ما متوسطه 1799 غالونًا (6810 لترًا) من الماء. وأثارت الكمية الهائلة من المياه المستخدمة لإنتاج اللحوم تساؤلات حول استدامة الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات كبيرة من اللحوم. كما شجّع ذلك على إجراء أبحاث حول طرق جديدة لإنتاج اللحوم تعتمد على كميات أقل من المياه.
4- ملاعب الغولف تستهلك مليارات الغالونات من الماء يوميًا
تشير التقديرات إلى وجود حوالي 40 ألف ملعب غولف في 206 دولة حول العالم، منها أكثر من 16 ألف ملعب في الولايات المتحدة وحدها.
وبما أنّ معظم ملاعب الغولف مصنوعة من العشب، فانّ الحفاظ على هذه الملاعب يتطلّب الكثير من الماء، إذ يتطلّب الأمر ملياري غالون (7.5 مليار لتر) من المياه لصيانة جميع ملاعب الغولف حول العالم يوميًا.
5- معظم المياه في المنازل تذهب إلى مجاري الصرف الصحي
تذهب 95% من المياه في منازلنا إلى مجاري الصرف الصحي. وقد يكون الوضع أفضل في الدول المتقدمة حيث يتم إعادة تدوير معظم المياه لاستخدامها مرة أخرى.
وبينما تُعيد الولايات المتحدة تدوير مليار غالون (3.78 مليار لتر) من مياه الصرف الصحي، تفتقر البلدان النامية في إفريقيا إلى التكنولوجيا اللازمة لإعادة تدوير المياه، ممّا يُساهم بشكل كبير في نقص إمدادات المياه العذبة.
6- الأميركيون يشربون أكثر من مليار كوب من ماء الصنبور يوميًا
تؤكد الدراسات أنّه على الإنسان شرب 10 أكواب (2.5 لتر) من الماء يوميًا للحفاظ على الصحة.
وبما أنّ مياه الصنبور في الولايات المتحدة هي من بين الأكثر أمانًا في العالم، يشرب الأميركيون أكثر من مليار كوب منها يوميًا، رغم أنّ كمية المياه المعبأة التي يستهلكها الأميركيون تزيد عن خمسة أضعاف هذا المعدل.
7- صناعة لفة من ورق المرحاض تستهلك 37 غالونًا من الماء
يتطلّب صنع لفافة واحدة من ورق المرحاض 37 غالونًا (140 لترًا) من الماء، و1.3 كيلووات/ساعة (KWh) من الكهرباء و1.5 أرطال (0.68 كيلوغرامًا) من الخشب.
يستهلك الأميركيون حوالي 36.5 مليار لفافة سنويًا. ويتطلّب الاستخدام الأميركي السنوي لورق المرحاض حوالي 473,587,500,000 غالونًا (1.79 تريليون لتر) من الماء لتصنيعه.
8- الطلب العالمي على المياه العذبة سيفوق العرض بحلول عام 2030
يرجّح علماء البيئة أنّ العالم سيُواجه أزمة مياه وشيكة بسبب الاستغلال غير المنضبط للمياه العذبة، خصوصًا في البلدان النامية حيث يتمّ إعادة تدوير أقلّ من 10% من المياه المستخدمة.
وبحلول عام 2030، سيتجاوز الطلب العالمي على المياه العذبة العرض، لأنّ المياه العذبة يتمّ استهلاكها بمعدل أسرع مما يمكن استبداله.
ولذلك، تحتاج حكومات العالم إلى إعادة النظر في طرق الزراعة وتصاريح التعدين التي تم توجيهها بشكل خاطئ، واتخاذ خطوات لمعالجة مليارات الغالونات من المياه التي تُهدر يوميًا نتيجة للتسربات وسوء أنظمة أنابيب المياه.
9- "ستاربكس" تهدر 6 ملايين غالون من الماء يوميًا
في عام 2008، تبيّن أنّ سلسلة المقاهي الأميركية "ستاربكس" أمرت موظفيها بإبقاء مياه الصنبور مفتوحة دون توقّف لغسل الأكواب والأطباق وما إلى ذلك، لتوفير الوقت ومنع تراكم الجراثيم.
وتُشير التقديرات إلى أنّ إجمالي المياه التي هدرتها مقاهي "ستاربكس" في جميع أنحاء العالم، بلغ 6 ملايين غالون يوميًا (22.7 مليون لتر)، وهو أكثر من كافٍ لتلبية احتياجات دولة صغيرة.
10 أنظمة التناضح العكسي تهدر غالونات من الماء
نظام التناضح العكسي هو جهاز لتنقية المياه يتمّ تركيبه على تجهيزات المطبخ مثلًا، ويستخدم عملية التناضح العكسي لإزالة الملوّثات من المياه الواردة إلى التجهيزات.
وفي حين أنّ أنظمة التناضح العكسي مرغوبة ويُمكنها إزالة ملوثات المياه مثل الرصاص والبكتيريا والفيروسات، إلا أنّها تولد الكثير من النفايات. ويولّد النظام النموذجي 5 غالونات (18.9 لترًا) من مياه الصرف الصحي لكل غالون من المياه النظيفة التي يُنتجها. هذا لا يمكن أن يسمح لنا بتصنيف النظام على أنّه فعّال.