الإثنين 20 مايو / مايو 2024

إدمان متابعة الأخبار السيئة عبر الإنترنت يخلّف اضطرابات نفسية وعقلية

إدمان متابعة الأخبار السيئة عبر الإنترنت يخلّف اضطرابات نفسية وعقلية

Changed

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" تناقش أسباب الإدمان على متابعة الأخبار السلبية عبر الإنترنت وتداعياته النفسية (الصورة: غيتي)
يحذر الخبراء من استمرار تصفح الأخبار السيئة باعتباره شكلًا من أشكال الإدمان يصعب وضع حد له رغم أنه قد يتسبب بمشاعر الحزن والإحباط والكآبة.

قد تتحول متابعة ما يحدث في عالمنا العربي من حروب وهجرة وفقر واضطرابات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلى عادة يومية تستغرق ساعات طويلة.

لكنّ الخبراء يحذرون من استمرار تصفح الأخبار السيئة باعتباره شكلًا من أشكال الإدمان يصعب وضع حد له رغم أنه قد يتسبب بمشاعر الحزن والإحباط والكآبة.

ويتعارف على هذا السلوك بمصطلح "دوم سكرولينغ". 

تأثير استهلاك الأخبار السلبية

وقد ألقت هيمنة منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الإخبارية على يومياتنا والتدفق اللامتناهي للمعلومات بتأثيره على توجهات الناس الشخصية وطريقة تفكيرهم وحتى صحتهم النفسية والعقلية، وفقًا لما خلصت إليه دراسة جديدة.

وأشارت هذه الدراسة إلى أن الدافع القهري لهذا السلوك البشري من خلال تصفح شبكة الإنترنت والاطلاع على الأخبار السيئة تحديدًا قد ينعكس سلبًا على الصحة العقلية والجسدية.

وتكشف الدراسة المنشورة في مجلة "هيلث كوميونيكايشن" أن 16,5% من بين 1000 شخص شملهم استطلاع للرأي أظهروا علامات على مشكلات شديدة في استهلاك الأخبار تؤدي إلى القلق والتوتر والاكتئاب.

ووجد المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في جامعة تكساس للتكنولوجيا رايان ماكرو بلين أن دورة الأخبار على مدار 24 ساعة قد تنجم عنها حالة تأهب قصوى دائمة عند بعض الأشخاص مما يجعل العالم في أعينهم مكانًا مظلمًا وخطيرًا على حد وصفه.

يحذر الخبراء من استمرار تصفح الأخبار السيئة باعتباره شكلًا من أشكال الإدمان - غيتي
يحذر الخبراء من استمرار تصفح الأخبار السيئة باعتباره شكلًا من أشكال الإدمان - غيتي

تأثير جائحة كورونا

وارتفع  هوس تصفح الأخبار السلبية والميل المتكرر للاستمرار في الاطلاع عليها بل وتوقع المزيد منها على مدار الساعة أكثر من أي وقت مضى في العالم منذ جائحة كورونا، وفق دراسات عدة.

ويفسّر هذا الأمر حالة الإدمان على مطالعة الأخبار السلبية باعتباره سلوكًا قهريًا في رحلة البحث عن إجابات معينة عندما يسيطر الخوف على البشر أثناء الأزمات.

فمواكبة آخر تحديثات الأخبار السيئة تُشعِر المتصفح بالحزن أو الإحباط وهي ممارسة رصدها الباحثون في السنوات التي أعقبت جائحة كورونا، إذ ربطت دراسات مختلفة بين مطالعة الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام والشعور بالقلق والاكتئاب وتزايد الفترة التي تُخصص لاستخدام الهواتف الذكية على حساب نشاطات أخرى.

وتأتي المحصلة جنوح بشري بشكل أكبر لممارسة سلوكيات ترتبط بالقلق والاكتئاب وعلى رأسها هوس متابعة الأخبار السلبية مع تفاقم المخاوف المرتبطة بانتشار سلسلة من الفيروسات والأمراض والأوبئة واندلاع شرارات النزاع المسلحة في مناطق متفرقة من العالم وتداعياتها على أمن الأفراد والاقتصاد وشتى مناحي الحياة.

آثار نفسية وجسدية

وتوضح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي ميسون حمزة أن إدمان تصفح الأخبار السيئة هو عارض من الأعراض المرتبطة بإدمان الإنترنت وهو الاضطراب الذي يصنّف ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية والعقلية.

وتوضح في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن "إدمان تصفح الأخبار السيئة ما زال حتى اليوم يفتقر إلى الدراسات التي تؤكد وجوده باعتباره اضطرابًا قائمًا بذاته، وإنما يندرج تحت إدمان الإنترنت وقد ظهر نتيجة عوامل كثيرة لا سيما مع جائحة كورونا وما تبعها من تداعيات اقتصادية واجتماعية ونفسية".

وينتج عن هذا الإدمان على المواقع الإلكترونية آثار نفسية وجسدية جمة، بحسب حمزة.

وتضيف: "هذا الإدمان يسبب العزلة ينتج عنها حالة من الهبوط بالدافعية والمرونة النفسية لدى الأفراد، فالشخص الذي يتعلق بهذه المواقع يبتعد عن الواقعية، ويصبح دائم الالتصاق بأمر ينتظره على المستوى اللاواعي وينتظر بسببه شيئًا مضرًا سيحصل له أو للأفراد المحيطين به".

وقد ينتج عن ذلك الشعور الدائم بالقلق والاكتئاب وعدم القدرة على الإنجاز إضافة إلى ظهور اضطرابات على المستوى العصبي والعقلي وعلى المستوى الهرموني بالإضافة إلى آلام جسدية مختلفة.

وتخلص حمزة إلى أن فئة المراهقين هي الأكثر عرضة لهذا الإدمان ولا سيما على الألعاب العنيفة وأفلام الرعب.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close