تحتوي الأرض على سمات غامضة عدة بينها الثقوب الزرقاء، وهي ثقوب ضخمة في محيطاتنا يمكن أن تمتد على عمق يوازي طول ناطحات السحاب.
ويُعتقد أن الثقوب الزرقاء تشكلت خلال العصور الجليدية الأخيرة، ويُنظر إليها على أنها "نقاط بيئية ساخنة" تزخم بالحياة النباتية والحيوانية.
وقد حدّد العلماء مؤخرًا أعمق ثقب أزرق في العالم، والذي يقع في خليج شيتومال قبالة ساحل المكسيك، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ثقب "تام جا"
ويُعرف الثقب باسم "تام جا"، والذي يعني "المياه العميقة" في لغة المايا، ويصل عمقه إلى ما لا يقل عن 420 مترًا تحت مستوى سطح البحر. ولم يصل العلماء حتى إلى قاعه.
اعتقد العلماء سابقًا أن "تام جا" هو ثاني أكبر ثقب أزرق، لكن القياسات الجديدة تظهر أنه يتفوق على صاحب الرقم القياسي السابق الواقع في الصين.
فقد أجري مسح لثقب "تام جا" الأزرق في سبتمبر 2021، وكشف الباحثون عن وجوده في العام الماضي فقط. ومع ذلك، فقد قدروا عمقه بـ 274.4 مترًا وهو ما يمثل طول برج ويليامز في هيوستن. لكن هذا التقدير أقل بحوالي 400 قدم من العمق المؤكد الآن.
ثم تمكن الخبراء في شيتومال بالمكسيك من الحصول على قياسات أدق للثقب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. واستخدموا جهازًا يضم مجموعة مجسات متصلة بإطار معدني دائري، يتم إنزاله في الماء عبر كابل.
ويقول الفريق في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "فرونترز إن مارين سينس" في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2023، "تم إجراء رحلة غوص لتحديد الظروف البيئية السائدة في ثقب تام جا".
الثقوب الزرقاء بيئة غنية بالحياة البحرية
ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تشبه الثقوب الزرقاء تلك الموجودة على الأرض، إلا أنها مملوءة بالماء، لذلك يمكن للسفن المحيطية المرور فوقها.
وتمثل الثقوب الزرقاء بيئة بيولوجية متنوعة ومليئة بالحياة البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية والإسفنج والرخويات والسلاحف البحرية وأسماك القرش وغيرها.
ومع ذلك، لا يُعرف عنها سوى القليل بسبب عدم إمكانية الوصول إليها. وتحظى الثقوب الزرقاء بشعبية كبيرة لدى الغواصين الجريئين في أعماق البحار، على الرغم من أن محاولات اجتياز أعماقها أثبتت أنها قاتلة.
ويأخذ "تام جا" الرقم القياسي من الثقب الأزرق "دراغون هول" في الصين، والمعروف أيضًا محليًا باسم "لونغدونغ"، والذي يقع جنوب شرق جزيرة هاينان. ويبلغ عمق "دراغون هول" 300.89 مترًا.